أندلس نيوز ـ 2020

العيد الوطني في إسبانيا هو يوم وطني يُحتفل به في الثاني عشر من شهر أكتوبر الذي تم تحديده في القانون 1987/18 المؤرخ 7 أكتوبر،
والذي ينص على: «أنه سيتم إعلان اليوم الوطني لإسبانيا عيدًا رسميًا، ويوافق الاحتفال بهذا العيد القومي يوم 12 أكتوبر».
تم اختيار يوم 12 أكتوبر للاحتفال باليوم الوطني وهذا يرجع إلي اليوم الذي اقتربت فيه إسبانيا وكانت علي وشك الانتهاء من عملية بناء الدولة ثقافياً وسياسياً، والاتحاد بين ممالك إسبانيا في نفس النظام الملكي، وبدء فترة إسقاط لغوي وثقافي تجاوزت الحدود الأوروبية.الاحتفال عبارة عن عرض عسكري يحضرة الملك والعائلة الملكية الإسبانية ورئيس الحكومه و ممثلين آخرين لجميع سُلطات الدولة
اكتشاف أمريكا
يوم 12 أكتوبر عام 1492 يعتبر يومًا مشهودًا لأنة يعد بداية الأتصال بين أوروبا و أمريكا، والذي بلغ زروته معروف بما يسمي بالتقاء عالمين، حيث تحولت رؤي العالم وحياة كل من الأوروبيين و الأمريكيين.
ونتج عن هذه الاكتشافات، الاستعمار الأوروبي للأمريكيتين، ومع أنه في 12 أكتوبر 1492 لم يتم اكتشاف أمريكا، إلا أن كريستوفر كولومبوس كان مقتنعًا دائماً بأنه وصل إلي جزر الهند، من دون أن يشك في انه صادف وجود أمريكا.
بعد كولومبوس، تم تنظيم رحلات أخرى مموله من قبل أسبانيا، مثل رحلات (نونييث دي بالبوا) التي عبرت برزخ بنما سيراً علي الأقدام وعثرت علي المحيط الهادي (1513) ومن ( فرانسيسكو هيرنانديز دي قرطبة (1517) وخوان دي جريخالبا (1518) الذين قاموا بجولات عبر السواحل الميكسيكية. وبعدها سافر أمريكو فسبوتشي (1451-1512) إلي الساحل الشمالي من أمريكا الجنوبيه ومنها إلي سواحل البرازيل وبعدها جنوب باتاغونيا.
يعتبر أمريكو فسبوتشي هو أول أوروبي يفهم ويُعلن أن هذه الأراضي هي في الواقع تعد قارة جديدة، لذلك أعطاهم رسام الخرائط مارتن فالدسميلر اسم “أمريكا” عام 1507، الذي تم استخدامه منذ ذلك الوقت.
مصطلحات أخرى مختلفة للعيد الوطني لإسبانيا
أقترح Faustino Rodríguez-San Pedro في عام 1913 أسم (La Raza española) للاحتفال باليوم الثاني عشر من أكتوبر، وفي عام 1918 أنتشر هذا الأسم علي نطاق واسع في عدة ولايات أمريكية مختلفة والتي أعربت عن 12 أكتوبر عيداً وطنياً.
حتي جاء المصطلح الإسباني الكلاسيكي في بداية القرن العشرين عام 1926 (Hispanidad) (وهذا المصطلح من كلمة Hispano – الاسم المعطى من قبل الرومان إلى كامل شبه الجزيرة الإيبيرية الحديثة ( البرتغال، وإسبانيا، واندورا، وجبل طارق وجزء جنوبي صغير جدا من فرنسا) ومنها الي Hispanidad التي تعني: كل من يشارك اللغة الاسبانية من افراد ودول ومجتمعات وكل ماهو تابع للثقافة الاسبانية)، وتم أقتراحه من قبل الكاهن الاسباني Zacarías de Vizcarra في مقال نُشر في جريدة Buenos Aires وهو أن يحل “Hispanidad” محل “Raza” في أحتفال يوم 12 اكتوبر.
بالمقابل، يحيي الإسبان هذا اليوم، والذي أصبح عيدا وطنيا في 1892، تخليدا للذكرى ذاتها ولكن كمحطة انطلاق رواج الثقافة والحضارة الإسبانية عالميا. وحتى تاريخ حديث، كانت عدة بلدان جنوب أمريكية تحتفل بـ 12 تشرين الأول/أكتوبر كيوم عالمي لـ “هيسبانداد” (بمعنى الإسبانية).
وولادة إسبانيا الحديثة تعود حسب غالبية المؤرخين إلى عام 1469 عندما بدأ توحيد البلاد على يد إيزابيل “الكاثوليكية” ملكة كاستيا وزوجها فردنان ملك أراغون. هذا الزواج الملكي هو من استعاد غرناطة في 1492، معلنا نهاية الأندلس أو العهد الإسلامي في إسبانيا الذي استمر سبعة قرون.
11 أيلول/سبتمر 1714
وكانت المملكة آنذاك عبارة عن مقاطعات شبه مستقلة. وتعتبر “حرب الحصادين” في عام 1635 أول محطة في تاريخ النزعة الاستقلالية لدى الكاتالونيين.
ما الذي جرى في هذه السنة؟ نظرا لتكاليف الحرب الثقيلة بين إسبانيا وفرنسا، فرضت السلطة المركزية ضرائب ثقيلة على الإقليم، ما دفع بالمزارعين لإعلان “حرب الحصادين”، التي استوحى منها القوميون الكاتالونيون كلمات النشيد المحلي.
وأبرز ثاني محطة في هذه الأزمة، ما يعرف بـ “حرب الوراثة” الإسبانية بين 1701 و1714 عندما نشب صراع مسلح بين الحليفتين فرنسا وإسبانيا والنمسا معززة بإنكلترا. وانحاز الإقليم يومها للنمسا إلا أن الحرب مالت لإسبانيا وانتهت بـ “سقوط” برشلونة في 11 أيلول/سبتمبر. ومنذ ذلك اليوم، أصبح هذا التاريخ عيدا وطنيا في كاتالونيا.
أما آخر محطة، فكانت حقبة فرانكو الديكتاتورية بين 1939 و1975 التي تلت الحرب الأهلية بين 1936 و1939، والتي انتهت أيضا بسقوط برشلونة، معقل الجمهوريين. وكانت هذه الفترة صعبة لكاتالونيا، إذ أن فرانكو فرض قيودا شديدة على هوية ولغة الإقليم. وأعيد العمل بوضع الحكم الذاتي في 1978، أي ثلاثة سنوات بعد استيلاء خوان كارلوس العرش في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1975.