حصريا على أندلس نيوز
في إطار البعثات الدينية التي ترسلها وزارة الأوقاف المغربية إلى عدد من البلدان بمناسبة حلول رمضان الأبرك، يحل بإسبانيا كل سنة وفد مهم من واعظين وقارئين ومرشدين دينيا، وذلك لإحياء الليالي الرمضانية، وإقامة صلاة التراويح في مساجد بإسبانيا.
ولقيت البعثة الدينية ترحابا كبيرا من طرف أبناء الجالية المغربية، وخصوصا من القنصلية المغربية بمدينة ألميريا ومن ممثلي المساجد والمراكز الدينية في منطقة الأندلس.
في إطار المواكبة العلمية والتظاهرات الدينية التي يقوم بها موقع أندلس نيوز بتغطيتها ، يسعدنا ان نستضيف الأخوة من الجمعية الإسلامية ميليسينا التابعة لمدينة غرناطة واللقاء المثمر مع الأستاذ الحسن الوزاني الذي أجرينا معه هذا الحوار العلمي حول البعثات الدينية الوافدة من المغرب للديار الإسبانية ودورها في تعزيز الخطاب الديني لدى أبناء الجالية.
الحسن الوزاني متخصص في العلوم الشرعية باحث بالرابطة المحمدية للعلماء المغرب وطالب بسلك الدكتوراة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط في المغرب له عدة مشاركات وكتب مطبوعة ومقالات ومنشورات في مختلف المجالات العلمية.
(شاهد المقابلة في الفيديو)
لقاء الأستاذ الحسن الوزاني وأعضاء الجمعية الإسلامية ميليسينا ـ غرناطة
اـ أول سؤال سنطرحه ماهو الهدف من البعثة الدينية الى اسبانيا وبالتحديد ميليسينا ؟
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد بداية نتقدم بالشكر الى الاخوان من موقع اندلس نيوز على حسن الاستقبال وحضورهم وتتبعهم مسارالبعثات الدينية الى اوروبا ، وخصوصا الى اسبانيا ونشكركم على هذا الجهد في هذا الشهرالعظيم المبارك الذي تتواصل فيه الصلات والروابط مع اخواننا المغاربة وغير المغاربة في الديار الاوروبية في المهجر وخصوصا في اسبانيا؛ وكما تعلمون ان المغرب قد ذهب على ربط صلة وصل بين ابنائه في المهجر، وكذلك رفع المنسوب الديني لدى المغاربة في اوروبا كما هو معلوم ، فهناك من في مستويات متعدد بين المهاجرين وبين الذين يشتغلون في هذا الميدان الديني ؛ لذلك كان ولا بد من المملكة المغربية ان تواكب هذا المسار من اجل توعية ابنائها وحفظهم وتحسينهم الازدياد من المنسوب الديني لديهم. فكان دور المملكة ان ارسلت أئمة ووعاظ من اجل التوعية والتدريس ، ومن اجل حل اشكالات، ومن اجل حل الفتاوى وصلاة التراويح في مختلف المساجد والمراكز الاسلامية بهذه الديار. ونحن هنا في منطقة ميليسينا وهي منطقة تنتمي الى غرناطة ،المساجد ليست كثيرة جدا وحسب تجربتي فقد مررت بستة مساجد تقريبا.
كم مسجدا هنا في ميليسينا؟
فيه مسجد في ميليسينا وانا كنت في موتريل فيه ثلاثة مساجد ، ثم برخا في مسجد وإليخيدو فيه مسجدين ، وهذه المنطقة التي اتواجد فيها الان ميليسينا فيه مسجد واحد ، وميليسينا منطقة فلاحية كما تعلمون ، وغالب المهاجرين من المغاربة هم المهاجرين الذين هاجروا الاشتغال في المجال الفلاحي ، وهم محتاجين الى التوجيه الديني لان المنسوب الديني عندهم قليل والناس يحتاجون الى مثل هذه الامور خصوصا أبناء الجيل الصاعد.
ـ هل لديكم أستاذ الوزاني خطاب موجه تريدون اصاله الى المسلمين في اسبانيا؟
الخطاب الموجه الذي نقوله ونحرص عليه سواء هنا او في المغرب هو لابد للمسلمين ان يشتغلوا وان يهتدوا بسيرة النبي ﷺ كيف عاش مع اليهود والنصاري ، لان هذا الدين ايها الاخوة الكرام هو دين التسامح والاخلاق والتربية ، وهذا الدين دائما يدعو الى نبذ كل اشكال العنف والتطرف . وان الاصل في الاسلام هومن السلم والسلام والتقريب دائما ان المسلمين هنا في اوروبا ان يحاولوا ان يتعايشوا مع الوضع الذي هم فيه ويتعايشوا مع بلدانهم ، وانت تتواجد في منطقة لابد ان تتعايش وان يتعايشوا معك ، وان تندمج مع هؤلاء وان تنضبط بقوانين البلد والمنطقة التي تعيش فيها لكي تساير الحياة كما انك تحتاج الى ان يحترمونك ، وكذلك انت عليك احترامهم لان هذا البلد فيه مجموعة من القيم ؛ الناس يحترمونك ويحترمون بيوت الله صراحة انا لاحظت في فرنسا اوهنا الناس يحترمون هذه القضايا ، لابد للمسلمين في هذه المنطقة ان يتعايشوا مع هذا الوضع في اوروبا.
ـ نريد رأيكم وتصوراتكم أستاذ الوزاني حول واقع المسلمين في اسبانيا؟
ان واقع المسلمين في اسبانيا وانا ليست لدي تجربة كبيرة في اسبانيا ، وحسب علمي اقول واظن ان هناك خير كثير في اسبانيا وهناك توافد كثيرجدا للمسلمين وتواجدهم في هذه البلاد . طبعا لايقارن مع الدول الاخرى مثل فرنسا والمانيا ووبريطانيا وكندا ؛ لان اسبانيا بحكم القرب والجوار بعضهم يعتبرونهم محطة حتى الانتقال الى اوروبا وبعضهم يستقرفيها والغالب كل الناس الذين يتواجدون في اسبانيا ليس من ابناء الذين ولدوا في اسبانيا فهم من الذين يتوافدون من المغرب وتونس والجزائر.
ــ كيف تنظرون الى سبل المحافظة على هوية المسلمين في الغرب؟
المحافظة على هوية المسلمين في اسبانيا يمكن ان ننظر اليه من عدة زوايا والمقاربة الشاملة لهذه المحافظة تكمن من خلال الانكباب على الحفاظ على بيوت الله والحفاظ عليها كما قال الله عزوجل”إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ ” يعني عمارة المسجد في هذه المناطق هي نوع من المحافظة على الموروث الديني في هذه المناطق ، فالناس هنا مثلا يشتغلون من خلال اجتهاد كان يكترون المحلات للمساجد ثم ينتقلون من مرحلة الشراء ثم الحمد لله ان معظم الجمعيات والمراكز قد حازوا على ملكية المساجد وهذا من بين اعظم المكاسب. اولا : ان يكون عندك مسجد ثانيا : عندما يكون عندك مسجد تحاول ان يكون عندك كتاب قرآني لكي تحافظ على النشئ حتى يتربون على القرآن الكريم ، وعلى تعلم اللغة العربية ، وتعلم اوصول الدين والحفاظ عليه كالحظور في الصلوات والحظورفي صلاة الجمعة، وفي الاعياد الدينية كلها من بين المسائل التي تعطي الاستمرارية في تواجد المسلمين في هذه المناطق؛ وكذلك الاستمرارية في الزيادة في الحظور.
ــ ما التحديات الجديدة التي تواجه المسلمين اليوم في اوروبا؟
اقول ان التحديات التي تواجه المسلمين في الغرب ان لهم نفس المشاكل ونفس الهموم على مستوى العالمي ، والتحديات كثيرة جدا ، وهي تتطور مع الزمن والتطورالذي يعرفه العالم من خلال عدة زوايا واتجاهات ، الا ان من بين الامورحاليا التي تؤثرعلى المسلمين كثيرا وهي هذه الصورالذي يصورها الغرب والتي يصورها الاخرعلى ان الاسلام هو الخطر وهو العدو وعكس يقارن مثلا معاملة المسلمين مع بعض المسلمين ، قد لانقول على انها هؤلاء هم يمثلون الاسلام الا ان بعض المعاملات مع الاسف الشديد يتم اسقاطها عن الاسلام ويأخد الاسلام بتلك الصورة التي دائما يراها الغرب حول الاسلام؛ وان هذه من اعلى التحديات التي يحاول الانسان ان يقدمها ، وانا دائما اقولها الى الاخوان في المسجد انتم تعطونا صورة عن الاسلام حاولوا ان تقدموا صورة جيدة للاسلام من خلال المعاملة والاخلاق والعلاقة الاجتماعية مع الاخرين.
ـ كيف يطمئن أستاذ الوزاني المسلمين في اسبانيا على وضع الاسلام الوسطى؟
الاسلام الوسطي هو الدين الاسلامي ، لان الرسالة الاسلامية مبنية على الوسط ، الدين الاسلامي مبني على التيسير، مبني على الرفق والرحمة والنبي ﷺ نبي الرحمة . ودائما الذي يفهم الدين خارج هذا الاطارفهو مخطأ ، الدين الاسلامي ليس دين التشدد، وليس دين ميوعة ، كما قال النبي ﷺ لارهبانية في الاسلام . الاسلام هو دين رحمة ، دين الوسط عكس مايتصوره الاخرون لما يكن مثلا المسلم يتخد هذا المنهج هذا الطريق المستقيم الذي سطره النبي ﷺ الذي هو في كتاب الله ، والنبي هوالنهج الوسط “كنتم خير امة اخرجت للناس ” الامة الخيرية وامة الوسط لما المسلم يقتنع بهذا الامر يهون عليه غير ذلك ولايهمه ماذا سيقولون الاخرون وسيكون على المنهج الذي سطره النبي ﷺ في سنته.
ـ كيف تعمل البعثة الدينية على غلق باب الفتاوى المتطرفة؟
من بين النقاط التي تشتغل عليها البعثة الدينية من خلال اولا باب الفتوى ثم ثانيا نقل ذلك النمودج الذي هوكما تعرفون الحمد لله ان المغرب يعد النمودج حاليا في العالم من النمودج الديني الوسطي ؛ وسفرالبعثات الدينية سواء من المغرب وانتشارها في مختلف الدول الاوروبية يحاولون تقديم هذا النمودج ويكونوا سفراء لبلدهم في هذه الدول لنقل المنهج الوسطي الصحيح.
ـ هل حقق الانفتاح على الغرب تقدما فى نشرالدين الوسطى ؟
طبعا ، لقد حقق هذا النوع من الانفتاح لان من خلال هذه الرسالة التي حملتها البعثات الدينية من بلدهم الى الانتقال الى بلدان اخرى، طبعا سينقولون هذا الانفتاح ومن خلال المساجد وخطب الجمعة والدروس ينتشرهذا الانفتاح بين افراد الجاليات في هذه الدول.
كيف يحث ألاستاذ الوزاني المسلمين والشباب خاصة على استغلال شهررمضان؟
الحمد لله هذه زبدة الاسئلة شهر رمضان هو من اعظم الشهور كما قال الله سبحانه وتعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” لان تحصيل التقوى هو الغرض من هذا الشهر العظيم الله سبحانه وتعالى لما افترض علينا هذا الشهر ولقد فرضه على الامم الاخرى، والقصد من هذا الشهر الكريم هو استغلال الوقت ، كذلك هو التربية على التقوى دائما نحاول على ان استغلال الوقت نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ، هذه الصحة لن تستغلها سوف تعقبها السقم ويعقبها المرض وكذلك الفراغ اذا لم تستغله فسيعقبه شغل ، وبالتالي لابد للانسان ان يستغل هذا وديننا كله يعلمنا المنهج الصلوات الخمس تعلمك المنهج الفجر، الظهر، العصر، المغرب والعشاء كلها تنظيم وكذلك الجمعة وكذلك رمضان هذه الامور كلها في ديننا تعلمنا المنهج واستغلال الوقت ، المسلم لابد له ان يستغل الوقت فيما ينفعه وينفع غيره ويستمر في هذه البذرة حتى يرث الله الارض ومن عليها.
ماهي الكلمة الاخيرة موجهة الى الجالية العربية المسلمة في الاسبانيا؟
نسال الله سبحانه وتعالى ان يوفق الجميع الرهان صعب وبالتالي انا خصوصا احث الشباب لان الشباب هم الذين سيحملون المشعل في هذه الديار، لان رايت ان المساجد كلها بشبابها خصوصا في شهر رمضان ، وهي فرصة من اجل رمضان ، هو نوع من التكافل الاجتماعي ، وبالتالي نحن نقول لهم دائما ان يهتموا بهذه الامور ، وان يشتغلوا بما ينفعهم ، وان يكونوا خير خلف لخير سلف وان يعتبروا انهم سفراء لبلدانهم في هذه المناطق وان يقدموا الصورة الجيدة الصحيحة للاسلام، وتجد بعض الشباب لايتقنون اللغة العربية، فلابد لهم كذلك ان يشتغلوا وان يتعلموا اللغة العربية ، وان يتعلموا القرآن حتى تستمر هذه الرسالة فالاباء اجتهدوا في شراء بيوت العبادة ، فكذلك الابناء عليهم ان يواصلوا هذه الرسالة حتى لاتقف هذه الرسالة ويستمرهذا لخير انشاء الله الى الابد.