لماذا انقسم العرب بأزمة فنزويلا بين مؤيد ومعارض؟

Venezuela Venezuela4

كراكاس ـ أندلس نيوز

تتابع دول عربية عديدة تطورات الأزمة السياسية التي عصفت بفنزويلا منذ أن نصّب زعيم المعارضة خوان غوايدو اليميني نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد إثر احتجاجات واسعة النطاق ضد الرئيس نيكولاس مادورو في منتصف يناير/كانون الثاني 2019.

تعد فنزويلا أكثر دولة فيها مواطنين من أصول عربية من بين دول أمريكا الوسطى. إذ يزيد عددهم عن 800 ألف شخص، ومعظمهم من أصول سورية ولبنانية وفلسطينية، أغلبهم من الدروز والمسيحيين ونسبة أقل من المسلمين.

وازدهرت هجرة العرب إلى فنزويلا بعد اكتشاف النفط فيها في خمسينيات القرن الماضي، بغرض العمل لينضموا إلى من سبقهم من العرب المسيحيين والدروز الذين هاجروا إليها في عام 1880 خلال فترة الحكم العثماني.

ولعب العرب دوراً بارزاً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية في هذا البلد ووصلوا إلى مناصب رفيعة المستوى في إدارة البلاد.

وتعد فنزويلا من أكبر مصدّري النفط الخام في العالم وهي عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك“.

وقال وزير الطاقة والصناعة السعودي خالد الفالح في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي إن الأزمة التي تمر بها فنزويلا قد تؤثر سلباً على استقرار سوق النفط وإن بلاده تراقب التطورات السياسية هناك.

وانقسم العرب في فنزويلا وخارجها بين مؤيد ومعارض لحكومة مادورو على غرار ما جرى في بعض البلدان العربية أثناء ثورات الربيع العربي.

مادورو وغوايدو بين الحلفاء والمعارضين

بعد أن أعلنت الولايات المتحدة دعمها وتأييدها لخوان غوايدو، تسارعت الدول لإظهار مواقفها من الرئيس الحالي نيكولاس مادورو الاشتراكي الذي يعادي الولايات المتحدة وزعيم المعارضة اليميني خوان غوايدو.

مؤيدو خوان غوايدو

بعد تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الرئيس الكولومبي إيفان دوكي تأييده أيضاً بغوايدو قائلاً: ” كولومبيا تعترف بغوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا لتخليص الشعب من الديكتاتورية، ونحن ندعم الانتقال الديمقراطي“.

وأبدى الرئيس الفرنسي إعجابه بالشعب الفنزويلي وقال: ” إنها لشجاعة أن يتظاهر مئات الآلاف من الفنزويليين من أجل حريتهم في مواجهة الانتخابات غير الشرعية لنيكولاس مادورو، وإن دول أوروبا تدعم إعادة الديمقراطية للبلاد“.

وازداد عدد المؤيدين أكثر ليشمل كلا من كندا والإكوادور وباراغواي والبرازيل وشيلي وبنما، والأرجنتين وكوستاريكا وغواتيمالا.

كما كان المغرب أول بلد عربي يعلن تأييده لخوان غوايدو، إذ قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة: ” إن المملكة المغربية تدعم كل التدابير اللازمة من أجل الاستجابة للتطلعات الشرعية للشعب الفنزويلي من أجل الديمقراطية والتغيير“.

معارضو غوايدو

قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن نيكولاس مادورو هو الرئيس الشرعي لفنزويلا، وإن المعارضة تحاول اغتصاب السلطة وهو انتهاك للقانون الدولي“.

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قال في مؤتمر صحفي إن بلاده ضد أي تدخلأجنبي في فنزويلا، وإن الصين تدعم جهود فنزويلا لحماية سيادتها واستقلالها واستقرارها.”

وشد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على يد مادور وقال له في مكالمة هاتفية:” اصمد يا أخي فنحن نقف إلى جانبك“.

في حين أعلنت كل من كوبا والمكسيك وبوليفيا والصين وقوفهم إلى جانب مادورو الذي لا يزال يحظى بدعم جيش بلاده ، ولم تنتظر إيران طويلا لتعبر عن موقفها ومساندتها لمادورو واصفة التدخلات الغربية بـ غير الشرعية“.

فنزويلا بين تشافيز العربيوغوايدو اليميني

كان الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز مقربا من معظم رؤساء الدول العربية ومؤيداً لقضايا قضايا العرب، ويحظى بشعبية واسعة في البلدان العربية، لمناصرته الكثير من القضايا المتعلقة بالعرب والشرق الأوسط لدرجة أنه لُقب بـ تشافيز العربيالذي كان صديقا لكثير من الزعماء العرب.

فقد كان صديقا لرئيسي العراق وليبيا الراحلين صدام حسين ومعمر القذافي، كما كان صديقا للرئيس السوداني عمر البشير والرئيس السوري بشار الأسد.

وعُرف عن تشافيز إعجابه بأفكار ومواقف الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وعارض سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط وأفغانستان.

وعندما شنت إسرائيل حرب لبنان عام 2006، وعلى غزة في عام 2009، قام تشافيز بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وسحب سفير بلاده منها وطرد جميع العاملين في السفارة الإسرائيلية في فنزويلا وفتح بدلا منها سفارة فلسطينية.

أما عن ثورات الربيع العربي التي بدأت في عام 2011، فكان تشافيز يعتبرها مؤامراتحاكتها الدول الغربية للاستيلاء على ثروات تلك البلدان.

مؤيدون ومعارضون حول العالم

قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر عن دعمه لرئيس البلاد الحالي نيكولاس مادورو وإنه ضد أي محاولة انقلاب في البلاد“.

وكتب كالين في حسابه على تويتر أن الرئيس التركي قال لمادورو في اتصال هاتفي: “أخي مادورو! قاوم، نحن بجانبك“.

وإلى جانب تركيا، أعلنت روسيا وبوليفيا والمكسيك دعمهم الكامل لنيكولاس مادورو منتقدين سياسة الولايات المتحدة في دعم الشاب المعارض غوايدو.

وإلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن رؤساء كل من لأرجنتين وكولومبيا وكندا والإكوادور وباراغوي والبرازيل وتشيلي وبنما وكوستاريكا وغواتيمالا تأييدهم لخوان غوايدي رئيساً مؤقتا للبلاد ريثما تجري انتخابات ديمقراطية وشفافةعلى حد قولهم.

وبحسب صحيفة فايننشال تايمزالبريطانية، فإن خوان غوايدو يسعى إلى إنهاء دكتاتورية مادورو“.

ويقول غوايدو إن لديه خارطة طريق واضحة المعالم من أجل اختيار حكومة انتقالية تمهد لانتخابات حرة ونزيهة“.

مادورو : الانتخابات ليست أولوية الآن في فنزويلا

 أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أن الانتخابات لا تمثل أولوية الآن في البلاد واستبعد إجراء أية انتخابات في الوقت الحالي.

ونقلت صحيفة (إيل يونيفيرسال) المحلية اليوم السبت عن مادورو قوله إن الانتخابات لا تمثل أولوية في فنزويلا.

وأضاف مادورو أن الاستقرار والسلام في البلاد أهم من الانتخابات بالنسبة للفنزويليين.

وقال مادورو إن المؤسسة الوحيدة التي سيعاد انتخابها بصورة شرعية هي الجمعية الوطنية.

وكان خوان غوايدو رئيس الجمعية الوطنية أعلن نفسه قبل أكثر من أسبوعين رئيسا لفنزويلا.

وبسبب الصراع المحتدم على السلطة في فنزويلا طالب الاتحاد الأوروبي والعديد من دول أمريكا اللاتينية إلى تسوية النزاع بصورة سلمية.

وطالبت مجموعة الاتصال الدولية مع فنزويلا بالتغلب على الأزمة بصورة سلمية عبر إجراء انتخابات رئاسية حرة وشفافة وذات مصداقية.

وكان مادورو تجاهل إنذارا أوليا من الاتحاد الأوروبي بإجراء انتخابات.

من هو خوان غوايدو الذي نصَّب نفسه رئيسا بالوكالةفي ظل وجود رئيسها الحالي نيكولاس مادورو؟

مع تصاعد الأزمة في فنزويلا، أعلن خوان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية، في الـ 23 من يناير/كانون الثاني الحالي، نفسه رئيساً بالوكالةللبلاد ليتحول من شخص مجهول إلى رمز للحراك المناهض لرئيس البلاد الحالي نيكولاس مادورو.

Venezuela3

ولم تمر دقائق حتى اعترف به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة في تويتر، رئيساً مؤقتاً للبلاد، ووصف حكومة الرئيس الحالي بأنها غير شرعية“. فمن هو خوان غوايدو؟

صعود مفاجئ

لم يكن خوان غوايدو معروفاً سابقاً، فقد تم انتخابه رئيساً للجمعية الوطنية المعارضة قبل ثلاثة أسابيع فقط، وأدى انتخابه إلى إعادة الحياة إلى معارضي الرئيس الحالي نيكولاس مادورو في بلد يعاني من أزمة اقتصادية خانقة.

درس خوان خيرادو غوايدو (مواليد مدينة غوايرا، 1983) الهندسة الصناعية في فنزويلا، وأنهى الدراسات العليا في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأمريكية. ثم التحق بمدرسة إدارة العمال الخاصة في فنزويلا.

عندما كان غوايدو في الـ 15 من عمره، اجتاحت الأمطار الغزيرة مدينته غوايرا وتسببت بفيضانات مفاجئة دمّرت مساحات شاسعة من المدينة وقتلت عشرات الآلاف من الناس.

غوايدو واحد من بين سبع إخوة وأخوات، نجوا معاً من تلك الكارثة. ودفعته عدم استجابة الحكومة بشكل فعال لتلك المأساةلاحقاً إلى معارضة الحكومة على حد قولالمقربين منه.

وأسس حزب الإرادة الشعبيةفي عام 2009 إلى جانب زعيم المعارضة ليوبوردو لوبيز الذي يخضع للإقامة الجبرية حالياً والذي يعتبره غوايدو قدوته.

وعندما كان غوايدو طالباً، خرج في احتجاجات ضد الرئيس السابق شافيز الذي قال عنه إنه يسيطر على وسائل الإعلام لأنه لم يجدد ترخيص محطة الإذاعة المستقلة، كاراكاس“.

ويلقي كلا من غوايدو ولوبيز عدة خطابات في اليوم الواحد على الرغم من أن لوبيز يخضع للإقامة الجبرية بحسب بلومبيرغ.

أنتخب غوايدو عام 2011 نائباً في الجمعية الوطنية وأصبح في عام 2016 ممثلاً عن ولاية فارغاس التي تعتبر واحدة من أفقر الولايات في فنزويلا.

اختارته أحزاب المعارضة الفنزويلية زعيماً لقيادتها كمرشح تم التوافق عليه بالإجماع، وتولى المنصب في الخامس من يناير/كانون الثاني الحالي.

وألقت السلطات الأمنية في البلاد القبض على غوايدو بعد أيام فقط من انتخابه، حيث انتشر شريط مصور في وسائل التواصل الاجتماعي، تويتر، يُظهر غوايدو أثناء إلقاء رجال الأمن القبض عليه قبل ساعات من حضوره تجمع المعارضين ضد مادورو في كاراكاس ، لكن السلطات أفرجت عنه بعد ساعات فقط..

وحث وزير الخارجية الأمريكي الجيش في فنزويلا على تقديم الدعم والحماية للمواطنين. لكن وزير الدفاع الفنزويلي أعلن في تصريح مؤيد لمادورو قوله إن الجيش لن يقبل برئيس نصّبته جهات لها مصالح مشبوهة أو شخصا نصّب نفسه رئيسا خارج القانون“.

مادورو وأردوغان العلاقات الفنزويلية التركية علاقة تضامن في الازمات

لم يتأخر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الاتصال بالرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، والإعراب له عن وقوف أنقرة إلى جانبه ضد زعيم المعارضة، خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتاً لفنزويلا.

Venezuela-Turquia

وقد انضم أردوغان إلى قلة من الدول والزعماء الأجانب الذين أعربوا عن دعمهم لمادورو وعلى رأسهم فلاديمير بوتين.

ولم يكتف أردوغان بذلك بل طالب مادورو بالصمود والمقاومة واصفاً ما يجري في فنزويلا بأنها محاولة انقلاب ضد رئيس شرعي.

صدمة أردوغان

وانتقد أردوغان بشدة موقف إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي اعترفت بزعيم المعارضة، خوان غوايدو، وقال: “إن تصريح ترامب صدمني، كيف يمكن أن يصدر عنه موقف كهذا، وهو شخص يؤمن بالديمقراطية ويحترم نتائج الانتخابات؟“.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين: “رئيسنا اتصل بنظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وقال له: “قف منتصبًا أخي مادورو فنحن نقف إلى جانبك“.

وكان مادورو من أوائل الزعماء الذين اتصلوا بأردوغان إثر محاولة الانقلاب الفاشلة عليه عام 2016، إذ أعرب له آنذاك عن دعمه الكامل وهو موقف لم ينساه أردوغان.

تدخل أمريكي

واتهمت وسائل الإعلام التركية الولايات المتحدة بتدبير محاولة إنقلاب ضد مادورو، وقالت صحيفة يني شفق الناطقة باسم حزب أردوغان إن المخابرات المركزية الأمريكية هي التي تقف وراء الحملة المناهضة لمادورو عبر وسائل التواصل الإجتماعي لإثارة الاحتجاجات ضده، وأضافت المخابرات المركزية الأمريكية نشرت ملايين البوستاتلهذا الغرض.

وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي انتشر على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمادورو وزوجته وهما يتناولان الغذاء في أحد مطاعم النجم التركي، نصرت غوكجة، المعروف باسم سولت باي ، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في فنزويلا حيث يعاني الملايين من المجاعة.

وامتدح مادورو نظيره التركي ووصفه بأنهقائد العالم الجديد المتعدد الأقطاب، وقدم له سيفا هو نسخة طبق الأصل للسيف الذي حمله بطل استقلال فنزويلا سيمون بوليفار.

ووصل الإعجاب بين الزعيمين إلى الدراما التركية التي تتناول المرحلة العثمانية، إذ نشرت وسائل الإعلام التركية صوراً لمادورو وهو يرتدي ملابس بطل المسلسل التركي الشهير قيامة أرطغرلتعبيراً عن إعجابه بشخصيات المسلسل.

شريان حياة

وتقدم مؤسسة تيكا للتنمية الخارجية التركية وجبات الأغذية بأسعار مخفضة لملايين الفنزويليين، إذ تنقلها الخطوط الجوية التركية جواً إلى كراكاس.

وحسب تقارير وسائل الإعلام الفنزويلية تقوم تيكا بتوزيع الطعام على 69 في المئة من الفقراء في فنزويلا.

كما تقوم المؤسسة ذاتها بتقديم خدمات للمشاريع البنية التحتية والمعدات الطبية. وترى الدول الغربية أن أردوغان يمّكن مادورو من إطالة عمر نظامه .

ويقول الخبير التركي في العلاقات التركية الأمريكية اللاتينية، جاليك ويلتسه: “إن المساعدات الإنسانية التي تقدمها تركيا لفنزويلا تمد في عمر نظام مادورو ولولاها لانهار النظام“.

وما يجمع أردوغان ومادورو ليس الإعجاب المتبادل فقط، بل الريبة والشك في نوايا الغرب تجاه حكمهما، فكلاهما يرى نفسيهما منتخبان بشكل ديمقراطي ولكنهما يتعرضان لحرب إقتصادية من قبل الولايات المتحدة.

مصدر قلق

قام مادورو خلال عامين بأربع زيارات إلى تركيا، بينما قام أردوغان بآخر زيارة له إلى فنزويلا في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي. ودان أردوغان العقوبات الغربية المفروضة على فنزويلا خلال مؤتمر صحفي عقده في كاراكاس.

وأصبحت تركيا من أهم مستوردي خام الذهب من فنزويلا خلال الآونة الأخيرة، إذ بلغت قيمة مستورداتها من الذهب نحو 900 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018.

وترى تركيا في فنزويلا أرضا خصبة للاستثمار في مختلف المجالات حيث تملك البلاد احتياطات ضخمة من الذهب والنفط.

وشملت العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا قطاع الذهب. وأعربت واشنطن عن قلقها بشان صادرات الذهب من فنزويلا إلى تركيا، إذ قال مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون تمويل الإرهاب: ” إن هذا الأمر مصدر قلق كبير لنا“.

وتقول فنزويلا إن تركيا تقوم بتنقية الذهب وإعادته إلى فنزويلا.

لكن وسائل إعلام غربية تحدثت عن احتفاظ تركيا بالذهب لديها لصالح حكومة مادورو أو قد يباع قسم منه إلى إيران حسبما أعلن مسؤولون أمريكيون لوكالة بلومبيرغ في اكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما يمثل انتهاكاً للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

Venezuela2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *