تقارير وحوارات
الجزء الاول (1)ـ
في ملف تقارير وحوارات يجمع لقاء حواري حصريا في موقع أندلس نيوز مع شخصية سياسية إبداعية ثقافية أوفنية، يتضمن فقرات مصوّرة، ويتم التركيز في أجزائه على القضايا الراهنة السياسية والاقتصادية والإبداعية الفكرية والثقافية والفنية والدينية وعلاقتها بالقضايا العامة من خلال استضافة شخصيات عربية أوأجنبية متنوعة في المجالات المذكورة: فن، أدب، فكر، فلسفة، نقد، شعر، مسرح، سينما، دراما تلفزيونية، رسم، غناء، إعلام، بالإضافة إلى بعض السياسيين ورجال الدين المثقفين.ـ
في الجزء الاول من قصص لم تروَ عن الرقة في ظل الحرب، ننشر «شهادات شباب» عن الحرب السورية. في كل من هذه الشهادات قصة شخصية مكتوبة أو مسجلة لشباب عمّا حدث ويحدث في سوريا اليوم.
لا ندّعي هنا أن مجموع القصص يقدّم رؤية شاملة أو نموذجية عن وضع الشباب في الحرب، كما أننا لا نركّز على مآسي الحرب وويلاتها فقط. في هذه القصص تأملات عن الوقائع ومعاناة الحرب وآثارها، وعن الماضي والمستقبل في سوريا، وغيرها من العناوين. ما نريده من تقارير وحوارات هو أن نسهم في النقاش الدائر، عن طريق هذه القصص المختلفة، حول دورالشباب في الحرب، وأثر الحرب عليهم، والنقاش حول الشباب في سوريا، وغيرها من الأسئلة؛ علّ «شهادات الشباب» تكون مفتاحاً لفهم أعمق لهذه الأسئلة.
التقت أندلس نيوز عبر السكايب، أحمد الحاج، وهو ناشط إعلامي وكان من أوائل الذين خرجوا في تظاهرات سلمية ضد النظام في السنة الأولى من الثورة السورية. ومن داخل مدينة الرقة الذي هو من أبنائها المعروفين، لا يزال يتذكر قسوة المعانات التي عاناها ، روى بعض مشاهداته ويوميات المدينة تحت قبضة داعش. تحدث كثيراً عن القهر والإقصاء اللذين باتا سياسة ممنهجة لخصها بحادثة إختطاف وإعتقال الذي تعرض لها كان شاهداً عليها، ويختصر على قوله مجمل سياسات النظام وداعش مع المجموعات المسلحة والمتناحرة في مدينة الرقة.ـ
أحمد الحاج ،شاب سوري من مواليدالرقة السورية، ولد من عائلة محافظة ليس متشددة دينيا ، وتتكون العائلة من ثلاثة شباب ذكور، وكان أحمد الطفل الابيض اللون المدلل في وسط العائلة المحبوب عند الجميع، حيث عاش طفولته في جو من الهدوء والاستقرار .ـ
في طفولته درسة في مدرسة تسمى كنيسة الشهداء ، وهي مدرسة للأطفال بالرغم من انه كان مسلم ، انتقل الى المرحلة الابتدائية في مدرسة دي قار ، كما تابع دراسته في المرحلة الثانوية حيث ألتحق أحمد الحاج بمدرسة إبن خلدون وهي خمسة مراحل في التعليم الثانوي وتليها مرحلة الباكالوريا ؛ عندما بدأت المظاهرات وهو في المرحلة الجامعية وكان يبلغ من العمر 19 سنة . في الرقة ، كان أحمد الحاج قد أنهى السنة الثالثة متخصص إدارة أعمال في الكلية التابعة لجامعة الاتحاد بالرقة ، تعرض أحمد الحاج الى الخطف والاعتقال وقضى في في سجن داعش فترة داق خلالها معاناة جسمية ونفسية ليس بالهينة ، والآن وعمره 25 سنة يحكي لنا كل ماجرى في هذه المراحل من حياته ، وهي المرحلة التي بدأت فيها الثورة السورية من محافظة الرقة ، يروي لنا قصته منذ طفولته ويوثق الانتهاكات من كافة الجهات وبإمكانيات مادية وتقنية بسيطة ، يلخص أهم الوقائع التي تعرضت لها المحافظة من حرب وتشريد تحت المجموعات والفصائل المسلحة الى الاستلاء وسيطرت قوات داعش على آهالي محافظة الرقة.ـ
نبذة عن الرقة
محافظة الرقة هي محافظة في شمال وسط سوريا على الضفة الشمالية لنهر الفرات، على بعد 200 كم شرق مدينة حلب. منذ أواسط السبعينيات يعتمد اقتصاد الرقة على سد الفرات وعلى الزراعة وعلى الحقول النفطية المجاورة. في الرقة متحف تاريخي صغير يسمى متحف الرقة ، وشارع شعبي هو شارع القوتلي (السوق الشرقي) الأكثر شعبية في المدينة. وقد كشفت الحفريات فيها عن آثار تعود إلى العصر العباسي (750 هـ – 1258). من أهم الآثار الباقية في المدينة قصر العذارى أو قصر البنات، والجامع الكبير الذي بني في القرن الثامن الميلادي. تحتوي المدينة القديمة أيضاً على أضرحة عدد من الشخصيات الإسلامية، منهم الصحابي عمار بن ياسر وأويس القرني هاشم بن عتبة ، عدد سكان ، المحافظة مايزيد على مليون نسمة ، كما يتحدث معظم سكان محافظة الرقة اللهجة الرقاوية وهي لهجة عربية بدوية، تأثرت بمعظم اللهجات المجاورة كاللهجة الحلبية والشامية والعراقية وغيرها، وتتميز هذه اللهجة بخصوصيتها ومفرداتها.ـ
سبعة سنوات انقضت على الثورة السورية واقتراب دخولها العام الثامن , سبعة سنوات مضت على الرقة ومرت بها الحرب والتغيرات ولحظات دخلت بها التاريخ من اوسع ابوابه وسجلت بها الرقة العديد من الارقام القياسية , سبعة سنوات ولا يلوح في الافق أي انفراج على المشهد العام ولكن هنالك بالرقة الصورة أعقد وأصعب ، والمشهد سوداويٌ اكثر من بقية المشاهد.ـ
مع بدأ شرار الثورة السورية وما جرى في درعا تحركت مجموعة من المعارضين السياسيين من اجل القيام بخطوة لمواكبة الاحداث الجارية بالبلاد فكانت الدعوة لأول مظاهرة في محافظة الرقة يوم الجمعة 25/3/2011 حدد فيها المكان بجامع الفردوس بالرقة ؛ ووصل الخبر الى كل المهتمين بالموضوع وحتى الى مسامع الامن واللجان الحزبية ، سبق التظاهرة يوم الخميس 24/3/2011 مسيرة سيارات لمؤيدي النظام تراقصوا فيها على قرار النظام بزيادة في الراتب فكانت تلك المسيرة عامل تهييج وتأليب لتظاهرة الجمعة التي كان عدد المشاركين فيها قرابة 300 شخص هتفت للحرية.ـ
يقول أحمد الحاج (25 عاما)،بالفعل كانت قد خرجت سنة 16 مارس 2011 من جامع الفردوس في مدينة الرقة ، بالرغم من هذا كله كانت مدينة الرقة مدينة مهمشة ،كانت مهمشة ثوريا وليس من قبل النظام كانت مدينة الرقة مهمشة جدا لنعود الى عائلتي حيث كانوا معارضين للنظام الاسد عندما نشبت أحداث الثورة السورية ؛ يقول أحمد كنت احلم أنك فيك تسوي بروجكت مشروع ، أو تستطيع ان تعمل اي شيء وتكون غير مسيطر، عليك من قبل عادات وتقاليد ولاحتى من قبل النظام ، ولاحتى من قبل العائلة .ـ
عندما بدأت المظاهرات وأنا في المرحلة الجامعية وكنت أبلغ من العمر 19 سنة قرر ت أنا ومجموعة من الاشخاص الشباب تشكيل مجموعة تنسيقة تترك العالم ينتبه لما يجري ومايحدث فبدأنا ننشر في القنوات الاعلامية أونكتب ونرسم على الحيطان ،أنا كان حلمي أن اصبح مطربا مغني ، لكن عندما بدأت الثورة كانوا يطلقواعلي إسم (القاشوشي) وهو الشخص الذي يهتف في المظاهرات ، طبعا عندما وصلنا الى المرحلة الجامعية الى جامعة الاتحاد بالرقة ، وكان تخصصي إدارة الاعمال ، تعرفنا على طلبة متفوقين من مختلف المحافظات وبمساعدة بعض دكاترة في الجامعة معارضين ، كنا نجلس نجتمع ونسأل.ـ
مرحلة الإعتقال والمعانات داخل السجن
يتابع أحمد الحاج قوله “يوما كنت ادخل على الجامعة فوجدت محافظ الرقة داخل الجامعة يسوي إذن لمشروع ما ، ومعه مجموعة مسلحة من الحرس داخل الحرم الجامعي وهذا مرفوض وغير مقبول أن يكون اي كان مسلحا داخل الجامعة، فقررنا أنا وأصدقائي من الطلبة ان نقوم بمظاهرة امام محافظ الرقةوهذا يعتبر إنتحار في سوريا بإعتبار انت طالع في مظاهرة ضد وفد حماية محافظ الرقة شخصيا بعد هذه المظاهرات صارت العيون تراقبنا أكثروصاروا يدققون علينا أمنيا أكثر، الى حد ذهبت اقدم الامتحانات الجامعية الاخيرة حينها تم اعتقالي داخل الحرم الجامعي وطبعا عندي دلائل لمركز التوثيق السوري بتاريخ اعتقالي وكامل التفاصيل أخدوني ووضعوني أسبوعا في مدينة الرقة كمعتقل لدى الامن العسكري ، طبعا لاأتكلم عن الشتم والاشياء التي حصلت خلال هذا الاسبوع في مدينة الرقة وتم ارسالي الى مدينة دير الزور ، ثم الى فرع الامن العسكري وبعدها تحويلي الى فرع البولوني في حمص ثم الى القابون والى دمشق والى فرع 291 و219 و 215 ومن تم فرع فلسطين وبعدها تم ارسالي بالطائرة الى مدينة حلب وتم اعادتي الى مدينة الرقة الى السجن العسكري ، التعديب الذي شاهدته في الداخل السجن لايوصف ، وهذا لوحده كافي للتوثيق ، فقد في فرع 215 كان يوميا يموت خمسة(5) أشخاص ليس من التعذيب بل من الحرارة ليس فيه اوكسجين ، ممنوع تذهب الى الحمام يعطوننا بيدونا كلنا لازم نستعملها الامراض هلكت المساجين، وصار فيه موت غير طبيعي، كنا في هذا السجن تحت الارض بأربع طوابق ، دراجة الحرارة تصير الى الغليان كنا نصب ماء على انفسنا يطلع بخار.ـ
أخيرا عندما تم تحويلي الى مدينة الرقة خرجت من السجن بكفالة قدرها 65000 الليرة سورية ، وكانت مدة السجن التي قضيتها أربعة شهور(4). ولاأريد ان أنسى شيء لقد كان وزني مائة 100) كيلو عندما سجنت وخرجت وأنا أزن من ثمانين (80) الى أربعين(40)كيلو وكنت مريضا في الحنجرة والحركة، وبقيت في المستشفى أسبوعين تقريباتعالجت وخرجت بسرعة والحمد لله.ـ
ناشطين بأسماء وهمية (أبوعصام الرقاوي).ـ
يصمت قليلا ويتابع “لكن رغم كل ماحصل ما خفت وماقررت أن اتوقف ، بالعكس صار عندي حقد ودافع اكثر لاني ماعد عندي أفكر في شئ اني اكره النظام الاسد ، لا..صرت أكره نظام الاسد من الجد الى الولد شئ غير طبيعي ، بقينا في مدينة الرقة ، ونشتغل بشكل آمن . ونحن كناشطين سوريين نعتبر أن الفيسبوك هو سبب رئيسي لاعطاء معلومات للنظام ولجميع الاشخاص لان الفيسبوك هو الرابط الوحيد الذي كان يجمعنا كثوار، وهو الوحيد الذي يعرف تخطيطنا للمظاهرة من اين نبدأ ومن اين ننتهي ، اضظرينا أن نغير أسمائنا بأسماء وهمية ، حينها كان اسمي أبوعصام الرقاوي ، طبعا بدأنا نظهرعلى القنوات ونتكلم اكثر ونأخد كميرات ، كانت الامور تسير على مايرام من ناحية الثورة ، وكذلك من ناحية اعاقة السيطرة على المظاهرات في مدينة الرقة بدأنا وصرنا كما نقول بالعامي نلاقي بعضنا البعض.ـ
قانون الطوارئ
ووفقا لأحمد “الاسد كانت الناس كلها لاتعرف أو مفيه احد يتذكرها في مدينة الرقة أنا عملت مظاهرة في جامعتنا جامعة الاتحاد وايضا في كلية الهندسة المدنية في الرقة. خرجت بعض المظاهرات من الجامعة لكن المظاهرات الاكبر خرجت من الجوامع ؛ لكن الامر ليس دينيا نحن كنا نعيش بقانون اسمه قانون الطوارئ من ايام حافظ الاسد، قانون الطوارئ يمنع التجمع أكثر من 15 شخص في مكان او على زاوية ؛لكن لايقدرون منع التجمع في المساجد ، ويوم صلاة الجمعة او في الملاعب فقط هذه فيما يخص التجمعات ونحن ليس لدينا المجال لعمل حفلة او نطلع للمظاهرات لا لازم تنتظرحتى ينتهي الخطيب من يوم الجمعة ، وعلى فكرة الناس ماكانوا كلهم الي يدخلون المساجد مسلمين ، كان عندي صديقي اسمه جيمي من الرقة كان يدخل معنا الى المسجد ينتظر حتى ننتهي من الصلاة ونطلع للمظاهرة ، انا كنت حينها في الجامعة وهي المرحلة المميزة بالنسبة لي انا منعت من الرجوع الى الجامعة ومن تقديم الامتحان ، لاني كنت في السجن في الجامعة قضيت 3 سنوات طبعا في الجامعة بدأنا نقرأ الدستور ونفهم القوانين أكثر بدأ دخول الانترنيت في سنة 2010 بدأنا ندخل على الانترنيت، ونقرأ ونشاهد الناس كيف تعيش وكيف هي حرية الرأي والتعبير، وكيف انت كمواطن كل حقوق المواطنة . والذي كان غائبا عنا نحن في سوريا لم نكن نعرف ان هناك دستور فيه حقوق الانسان حتى وصول بشارالاسد الى السلطة . هذا غير قانوني لايوجد اي دستور في العالم تم تغيره في ربع ساعة وتعين رئيس نحن لسنا في مملكة حتى ياتي ولي العهد اوفلان يستلم السلطة لم نكن ندري عن تعددية الاحزاب ولاماهي الاحزاب .نحن في سوريا لم نكن نعرف انه فيه أحزاب غير حزب البعث الاشتراكي العريي ، هذه الاموركلها تعمقنا فيها في مرحلة الجامعة.ـ
المظاهرات خرجت ليس من اجل الفقر
وحسب مايرويه أحمد الحاج “أنا كشاب والآن عمري 25 سنة لاأقبل أن أعيش في هذا الظلم ولاأقبل ان اعيش كاسير لعائلة المظاهرات خرجت ليس من اجل الفقر، الحمد لله في مدينة الرقة لايوجد فقيربالعكس مدينة الرقة هي التي توزع كهرباء الى سوريا كلها ، وهي التي توزع قمح وحنطة وشعير الى اهل سوريا كلها ؛ وايضا لدينا نهرالفرات العظيم ولدينا اشياء كثيرة حتى آبار النفط لم نكن نعلم بها من قبل إلا بعد تحريرمدينة الرقة . ونحن ننظرالى داعش كيف كان عندها من أموال طائلة من وراء بيع النفط هذه الاموركلها نحن في مدينة الرقة الحمد لله ماعندنا واحد جوعان، لكن للآسف أعداد كبيرة من مايسمى شيوخ العشائر ونحن مدينة عشائرية شيوخ العشائركانوا عبيد لهذه العائلة ولحزب البعث العربي كانوا يحاولون ان يمسكوا العشائر او ابناء العشائر وهذا فخرلي أن عشيرتي والتي هي معروفة لمعاداتها للنظام، وليس عندنا اي شخص مع النظام وحارتنا هي حارة البياترة كانت تسمى حارة باباعمرحيث المظاهرات كانت تخرج من هناك، الثورة ليست هي على نظام فاسد ، وليست على حكم او قبضة امنية لا..الثورة هي على كل شئ باطل من عادات وتقاليد ، حتى عادات وتقاليد منسوبة الينا ونحن ليس منها نرفضها. نحن نرفض سياسة شيخ عشيرة يتحكم في مستقبلنا ، اويتحكم بكلمتنا ، بعض شيوخ العشائرماقبلت كما ان نظام الاسد ماقبل ، لانه يكون فيه ثورة ؛ قاموا بتشكيل الدفاع الوطني في مدينة الرقة الدفاع الوطني كان معه بطاقة خضراء للقتل واعتقال والخطف ، تم بدأ تشكيل الجيش الحروفرقة رجالات في مدينة الرقة عملها كان يقتصرعلى حماية المظاهرات والمتظاهرين
أثناء المظاهرات كنت اتنقل الى ديرالزوراطلع وارجع وبعض الحالات الى دوما ؛ سبب تنقلي هناك لان المظاهرات ماكانت ثابثة لمدة ساعة اوساعتين، كانت يعني تدوم 15 الى 30 دقيقة ، وتبدأ تدخلات العشائر،اوالامن العسكري يضغط اويعتقل .كان فيه شيئا في الرقة ان النظام مان يستطيع يعتقل اي بنت في مدينة الرقة بغض النظرعن بعض العشائرالتابعة للنظام ، هذه عاداتنا انه لاجوزاعتقال اي امرأة ، اويعتقل او يقتل لانهم كلهم أبناء العشائرخوفا من أن يصيرشئ اسمه ثأر. مدينة الرقة كانت هادئة رغم المظاهرات التي تصير لم يكن فيها قتل ، لم يكن اعتقال ، أواغتصاب نساء . في حارتنا التي هي حارة البياترة ، كنا نطلع مظاهرات والامن السوري لم يستطيع الدخول الى الحارة ، لانهم كلهم ابناءعمومة . يخشون من الثأر كان اوقتيل هو طفل اسمه علي بابانسي الامن العسكري دخل على مظاهرة في حارة البياترة ، وصارت تطلق النار بشكل عشوائي فقتل هذاالشاب، ونستطيع ان نقول انه كان هو القنبلة الحقيقية ، في مدينة الرقة . كان المنظرمرعب جدا الى درجة اننا كنا نحن اكثر من الامن النظام السوري في نفس مدينة الرقة ، عدد سكان الرقة 550 الف أنا لاأبالغ عدد المظاهرة التي خرجت هي 550 الف للتشيع علي بابانسي؛ كان اكبرعرس ثوري بالنسبة لنا كرقاويين، وبعد دفن علي بابانسي قررنا العودة لهدم تمثال حافظ الاسد في الساحة الرئيسيةعندما كنا متوجهين الى هناك تفاجئنا بأعداد كبيرة من الجيش السوري ؛ وهذه اول مرة في الرقة نشوف جيش طالع على الشوارع وكان الامر مهيب انك تشوف عناصر من جيشك ، لكن نحن في نفس الوقت ماكنا نتخيل ان هذا الجيش سيقوم بقتلنا ، او برمي رصاص حي علينا لانه كانت فرحتنا ان هذا الجيش ماعنده علاقة بقصة الامن والاعتقالات لكن للاسف كلما حاولنا للنزل الى الساحة الرئيسية قام بإطلاق نار مكثف بشكل مباشر، وتم قتل اكثر من 16 شابا من مختلف العشائر في مدينة الرقة الامن فقد السيطرة على مدينة الرقة. بالصبط هناك كانت بداية القتل ، صار يوميا فيه تشييع ومظاهرات، وبعد هذه الاحداث تشكل ، بقوة الجيش الحر في تل الابيض على الحدود التركية، وبدأ يزحف الى مدينة الرقة؛ ونحن هنا كان دورنا كشباب ثواررقيين إعلاميا تصوريرمساعدة إغاثة لان عندنا مليون لاجئ ، لاجئين من دير الزور لاجئين من حمص، عندنا لاجئين من كافة محافظات السورية. في مدينة الرقة في فترة من الفترات كانت الرقة تسمى فندق الثورة ؛ وانا اريد ان انوه الى هذا الشئ لاننا كشباب رفضنا ان نفتح اي خيمة او مخيم للوافدين ، اعطيناهم بيوت واماكن كببيرة جدا حولاناها لسكن الى تحرير مدينة الرقة طبعا تحريرمدينة الرقة كانت بالنسبة لي هي اخطر مرحلة كانت ، لانه كان اول مرة انا اتفاجأ ليس فقط كان فيه اعلام ثورة ، كان فيه أعلام سود ، كان فيه رايات لم نكن نسمع عنها من قبل، من اين خرجوا نحن كأبناء مدينة الرقة جميعنا نعرف بعضنا البعض ، جميعنا أولاد العم إذا واحد مايعرفني انا يعرف والدي ، يعرف جدي ، هذه كانت اصعب مرحلة مرعبة ، تم تشكيل تنسيقي لشباب الرقة وانا واحد عضو منهم وهي تابعة للجان التنسيق المحلية ، نحن آمنين ان الثورة إذا فيه بشارالاسد ظالم طلع فيه عندنا اكثر من مليون بشار الاسد بألف طريقة ايضا ، حاولنا دائما ان نكون واعيين نشوف السلاح بيد من لكن الخطأ الذي ارتكبناه انه فورا أعلانا عن اسمائنا الحقيقية كناشطين ، او كإعلامين فورا كشفنا عن اسمائنا الحقيقية .ـ
الشعور بالحرية
يقول أحمد سوف نختصر طبعا ماوقع للجيش الحر، عندما كانت السيطرة تابعة للجيش الحرفي مدينة الرقة كان من اجمل وأروع الشعور بالحرية ، هذه اللحظة تدوقت أنا الآن في اوروبا لكن شعورالحرية الذي أحسست به في مدينتي عندما تحريرها من الجيش الحر لن يكرر ؛ عندما رأينا دموع أمهات الشهداء الذي قتلهم النظام ، عندما سقط تمثال حافظ الاسد ، كان هذا الشعور كافي جدا لنشوة الثورة .. لنشوة الثورة لكن للآسف ماكملت بسبب إعلان أبو بكرالبغدادي عن قيام دولة العرق والشام ، طبعا نحن في مدينة الرقة ، كان هذاالخطاب نقلة نوعية من الحرية والديموقراطية ، والاعراس الثورية التي كنا نسويها إلى شئ جديد علينا الى شئ مرعب جدا ، لانك ممكن بكلمة واحدة تقتل ؛ وأنا دائما حتى حاليا في قضية جمال الخاشقجي بالنسبة لنا كرقيين نفس القضية الاخ باول عندما اختطف وتم اختفائه من قبل تنظيم داعش، الاخ باول ايضا دخل الى مدينة الرقة وقررانه يفوت على مبنى المحافظة ودخل المبنى ولم يخرج ؛ نحن كلنا رافضين هذا الشئ ، وخرجنا بمظاهرات ضد تنظيم الدولة كنت حينها منسق اللجان الشباب ، وهذا التنسيق لم يكن تابعا لاي جهة فقط للثورة السورية وهولاء الشباب كلهم طلاب جامعة ؛ فقط لكن بعد التحريراصبحنا تابعين للجان التنسيق المحلية واصبحنا تابعين للاجندات وهذا الامر الذي كان خطأ.ـ
كان خطأ لانه صار فيه خلافات بين الثوارأساسا ، قبل كنافي الحقيقة يد واحدة ، ولم يكن لدينا سوى اسقاط بشارالاسد ، والتعددية الحزبية ، والديموقراطية وحرية، الرأي والرأي الاخر، وهذه الامورفقط التي كنا نؤمن بها؛ تم ادخال عدد كبيرمن المنظمات ، تم ادخال عدد كبير من الاحزاب التي نحن لانعلم ماأهذافها ومامستقبلها. وطبعا تم استغلال بعض الشباب من طرف أرباب العمل في اعمال مكتبية ورواتب شهرية صارفيه كأنه شغل وليست ثورة. وصار شئ اسمه اسلام علماني رغم اننا كلنا ثوار، وصار فيه شئ اسمه علوي وسني وهكذا بدأت هذه الامور.ـ