روحاني يحذر ترامب من “أم الحروب” مع إيران

وزير الخارجية الأميركي يدعم حملة تهدف إلى تضييق الخناق على إيران اقتصاديا بسبب برنامجها النووي ودعمها لجماعات مسلحة.

حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأميركي دونالد ترامب الأحد من مواصلة السياسات العدائية لطهران. وقال روحاني أمام حشد من الدبلوماسيين ينبغي أن تعلم أميركا أن السلام مع إيران هو السلام الحقيقي والحرب مع إيران هي أم كل الحروب“.

وأضاف يا سيد ترامب لا تعبث بذيل الأسد فهذا لن يؤدي إلا للندم“. وكان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قد رفض السبت، دعوات من داخل قيادة بلاده للتفاوض مع ترامب.

وقال سيكون الاعتقاد بأننا نستطيع حل المشاكل من خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة خطأ ضخما“. وانزلق البلد الغني بالنفط إلى أزمة اقتصادية في الآونة الأخيرة حيث خسرت عملته من قيمتها سريعا مع تزايد المخاوف بشأن العقوبات بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق متعدد الأطراف مع إيران.

إيران تتمسك بالاتفاق

واتفقت ست قوى كبرى مع إيران في فيينا عام 2015 للحد من برنامج طهران النووي المدني بحيث لا يمكن استخدامه في تطوير أسلحة نووية، بينما تم رفع العقوبات في المقابل.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووية، أوضحت إيران أنها تريد الإبقاء على الاتفاق مستمرا، ولكن بشرط أن تتمكن القوى الخمس المتبقية من ضمان عدم مواجهة إيران عزلة اقتصادية في ظل العقوبات التي بدأت الولايات المتحدة في إحيائها.

إيران تمر بأزمة اقتصادية بسبب برنامجها النوويإيران تمر بأزمة اقتصادية بسبب برنامجها النووي

وفي إشارة إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي قال خامنئي إنه حتى التوقيع الأميركي ليس له قيمة.

كما رفض روحاني أيضا ثمانية طلبات مختلفة لعقد اجتماع من ترامب، حسبما قال رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبوع الجاري. وطالب الإصلاحيون في إيران بإجراء محادثات مباشرة مع ترامب، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية.

موقف متشدد

وتتخذ إدارة الرئيس الأميركي موقفا متشددا إزاء إيران وتسعى إلى فرض المزيد من العزلة عليها. وأعلن ترامب من جانب واحد الانسحاب من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني في مايو الماضي.

وتحذر الولايات المتحدة من أنها ستفرض عقوبات على الجهات التي تستورد النفط الإيراني بعد الرابع من نوفمبر المقبل، وهو الموعد الذي حدده ترامب لإعادة تطبيق العقوبات الأميركية على إيران.

كما تشن حملة من الخطب والاتصالات على الانترنت بهدف إثارة اضطرابات والمساعدة في الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي ودعمها لجماعات مسلحة.

وقال أكثر من 12 من المسؤولين الحاليين والسابقين إن هذه الحملة التي يدعمها وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون تهدف إلى العمل بالتنسيق مع حملة ترامب لتضييق الخناق على إيران اقتصاديا من خلال إعادة فرض عقوبات صارمة عليها.

وزادت كثافة هذه الحملة منذ انسحاب ترامب من اتفاق عام 2015 الذي وقعت عليه سبع دول لمنع إيران من صنع أسلحة نووية. وقال المسؤولون إن الحملة تصور الزعماء الإيرانيين بصورة فظة مستخدمة أحيانا معلومات مبالغا فيها أو تتناقض مع تصريحات رسمية أخرى ومن بينها تصريحات لإدارات سابقة.

وامتنع البيت الأبيض عن التعليق على الحملة وامتنعت أيضا وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق على الحملة بشكل محدد بما في ذلك دور بومبيو.

ورفض مسؤول إيراني كبير هذه الحملة قائلا إن الولايات المتحدة حاولت دون جدوى تقويض الحكومة منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وقال إنمحاولاتهم ستبوء بالفشل مرة أخرى“.

خامنئي يؤيد اقتراح منع صادرات النفط الخليجية

إيران تبحث عن حلول لمواجهة العقوبات الأميركيةإيران تبحث عن حلول لمواجهة العقوبات الأميركية

ويدعم خامنئي اقتراح روحاني بأن تمنع إيران صادرات النفط الخليجية إذا تم إيقاف صادرات النفط الإيرانية وقال إن التفاوض مع الولايات المتحدة سيكون خطأ واضحا“.

وجاء تهديد روحاني الواضح الشهر الجاري بعرقلة شحنات النفط من البلدان المجاورة ردا على عقوبات أميركية وشيكة ومحاولات واشنطن إجبار جميع البلدان على وقف شراء النفط الإيراني.

وقال خامنئي إن تصريحات الرئيس بأنه إذا لم يتم تصدير النفط الإيراني فلن يجري تصدير نفط أي بلد آخر في المنطقة تصريحات مهمة تعكس سياسة ومنهج النظام.

وهدد مسؤولون إيرانيون من قبل بإغلاق مضيق هرمز وهو طريق رئيسي لشحن النفط ردا على أي تحرك عدواني من جانب الولايات المتحدة.

ومن المرجح أن يُسكت تأييد خامنئي، الذي له القول الفصل في كل قضايا الدولة الكبرى، أي معارضة صريحة لتهديد روحاني بوقف صادرات النفط الخليجية.

كما عبر روحاني عن تأييده لاستمرار المحادثات مع شركاء بلاده الأوروبيين في الاتفاق النووي الذين يعدون حزمة إجراءات اقتصادية للتعويض عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.

وقال خامنئي المفاوضات مع الأوروبيين يجب ألا تتوقف، لكن يجب ألا ننتظر فحسب الحزمة الأوروبية، بل علينا أن نتابع تطبيق الإجراءات الضرورية داخل البلادفي مواجهة العقوبات الأميركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *