الكويت تطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن
عباس : ما جرى في القدس هو افتتاح لبؤرة استيطانية
جامعة الدول العربية : سقوط الشهداء يدق ناقوس خطر
وكالات:
أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب مجزرة راح ضحيتها 52 شهيدا وأكثر من ألفي جريح وذلك عشية الذكرى الـ70 لنكبة فلسطين وفي يوم شهد تنفيذ الولايات المتحدة قرار نقل سفارتها إلى القدس المحتلة.
فتح الاحتلال الإسرائيلي نيرانه على المحتجين قرب الشريط الحدودي لقطاع غزة.
وخرج عشرات الآلاف في قطاع غزة تنديدا بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وقصفت قوات الاحتلال موقعا شمال القطاع بثلاثة صواريخ من طائرات حربية، فيما استهدفت مجموعة من الشبان حاولوا اجتياز السلك شمال بيت حانون بقذيفتين مدفعيتين، وكذلك قصفت نقطة رصد للمقاومة شرق جباليا شمال القطاع بقذيفتين.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن ما جرى في القدس هو افتتاح لبؤرة استيطانية أميركية وليست سفارة.
وأعلن عباس ، في كلمته بمستهل اجتماع القيادة الطارئ في مقر الرئاسة بمدينة رام الله عن تنكيس الأعلام اليوم لمدة ثلاثة أيام حدادا على أرواح الشهداء، كما أعلن الإضراب لمناسبة ذكرى النكبة.
وقال الرئيس إنه في هذا اليوم أيضا تستمر المذابح والمجازر بحق شعبنا في قطاع غزة وأيضا في الضفة الغربية، واليوم هو من أعنف الأيام التي تمر على هذا الشعب، مؤكدا أن شعبنا لن يتوقف عن نضاله السلمي حتى النصر بإقامة الدولة وعاصمتها القدس.
وتابع إن “إزاحة القدس واللاجئين عن المفاوضات يعني أن هناك صفعة أميركية”، مضيفا أن أميركا لم تعد وسيطا في الشرق الأوسط، و”أننا لن نقبل إلا وساطة دولية متعددة تأتي من خلال مؤتمر دولي”.
وأوضح سيادته أن اجتماع القيادة الطارئ سيناقش تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي.
وأكد الرئيس أن قمة الحاجة اليوم هي للوحدة الوطنية والتلاحم الوطني، وهي قمة الحاجة لتلبي حماس وغيرها نداءنا للوحدة، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، “فإذا لم نتحد لمناسبة القدس متى سنتحد، وإذا لم تكن القدس عنوان وحدة الشعب الفلسطيني، فلا أعتقد أن عنوانا آخر يستحق”.
من جانبها أعلنت البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة أنها دعت الى اجتماع طارئ لمجلس الامن صباح اليوم حول الوضع في الشرق الاوسط.
وكان منصور العتيبي سفير الكويت لدى الامم المتحدة قال في وقت سابق “ندين ما حدث. سيكون هناك رد فعل من قبلنا”.
من جهته، قال مندوب فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور انه ينتظر من مجلس الامن “ان يتحمل مسؤولياته لوقف هذه المجزرة والتنديد بها ومحاسبة المسؤولين عنها”.
واوضح منصور ان نظيره في مقر الامم المتحدة في جنيف يسعى الى عقد اجتماع طارىء لمجلس حقوق الانسان لبدء تحقيق مستقل حول ما حصل الاثنين في غزة.
من جانبه قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن سقوط شهداء فلسطينيين بالتزامن مع نقل الولايات المتحدة سفارتها بإسرائيل إلى القدس “يجب أن يدق ناقوس خطر وتحذير لكل دولة” تفكر في اتخاذ خطوة مشابهة، وذلك بعدما دعت الجامعة لاجتماع عاجل بشأن المسألة.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن مصدر دبلوماسي عربي قوله في وقت سابق أمس إن الجامعة العربية قررت عقد اجتماع غير عادي يوم الأربعاء على مستوى المندوبين الدائمين لبحث القرار “غير القانوني” لنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.
ونقلت الوكالة عن أبو الغيط قوله إن الخطوة الأميركية “مخالفة واضحة وجسيمة للقانون الدولي”.
أميركا تفتتح رسميا سفارتها في القدس المحتلة وسط موجة استنكار عالمية
افتتحت الولايات المتحدة رسميا سفارتها في مدينة القدس المحتلة الاثنين، في حفل تضمن كلمة مصورة للرئيس الاميركي دونالد ترامب قال فيها ان واشنطن تبقى ملتزمة بالتوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وكشف النقاب عن لوحة وختم في حفل الافتتاح الرسمي في السفارة بحضور مسؤولين اميركيين بينهم ابنة ترامب ايفانكا وزوجها جاريد كوشنير. على صعيد متصل استنكرت المجموعة الدولية وفي مقدمها بريطانيا، أقرب حليف للولايات المتحدة، وروسيا أمس الاثنين نقل السفارة الاميركية الى القدس الذي سبق ان رفضته 128 دولة من اصل الدول ال193 الاعضاء في الامم المتحدة. فمن جهتها اعلنت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي “نحن غير موافقين على قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها الى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل قبل اتفاق نهائي حول وضع” المدينة المقدسة. واضافت ان “السفارة البريطانية في اسرائيل مقرها في تل ابيب ولا نعتزم نقلها”. بدوره قال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردا على سؤال الاثنين حول ما اذا كان نقل السفارة الاميركية يثر مخاوف روسيا من تفاقم الوضع في المنطقة، “نعم، لدينا مثل هذه المخاوف وسبق ان عبرنا عنها”. من جهته أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الاثنين في لندن ان الولايات المتحدة خسرت “دور الوسيط” في الشرق الاوسط بعد قرارها نقل سفارتها في اسرائيل من تل ابيب الى القدس. وقال “نرفض هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة”، مضيفا ان “الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار ان تكون طرفا في النزاع وبالتالي تخسر دور الوسيط في عملية السلام” في الشرق الاوسط. من جهته قال الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ على تويتر “الادارة الاميركية مسؤولة مثلها مثل الحكومة الاسرائيلية عن هذه المجزرة”. وندد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو من جانبه “بمجزرة” وب”ارهاب دولة” في تعليقه على حصيلة القتلى المرتفعة للفلسطينيين في قطاع غزة.
واضاف “اللعنة على اسرائيل وقواتها الامنية”. من ناحيته أعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الاثنين ان الادارة الاميركية تتصرف ب”عدم نضج” وتنتهج “أسلوب المغامرة”، تعليقا على قرارها نقل سفارتها من تل أبيب الى القدس. وقال لاريجاني خلال اجتماع “اللجنة الدائمة لفلسطين” في طهران ان “الادارة الاميركية تواجه أزمة اتخاذ قرارات استراتيجية وتتعاطى مع المسرح الدولي بعدم نضج وبأسلوب المغامرة”. كما قال الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط أمس الاثنين ان افتتاح السفارة الاميركية في القدس “خطوة بالغة الخطورة” معتبرا ان الادارة الاميركية لا تدرك “ابعادها الحقيقية”. ويعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا بشأن القدس الاربعاء على مستوى المندوبين الدائمين لبحث “سبل مواجهة قرار الولايات المتحدة غير القانوني” بنقل سفارتها الى القدس، وفق مسؤول في الجامعة. فيما اعتبرت الحكومة الاردنية الاثنين ان افتتاح السفارة الاميركية في القدس يشكل “خرقا واضحا” لميثاق الامم المتحدة مؤكدة انه “إجراء أحادي باطل لا أثر قانونيا له، ويدينه الأردن”. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أن “افتتاح السفارة الأميركية في القدس، واعتراف الولايات المتحدة بها عاصمة لإسرائيل يمثل خرقاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”. بدورها أكدت الخارجية المصرية في بيان “دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”. من جهته أكد مفتي الجمهورية المصرية شوقي علام في بيان ان تدشين السفارة الاميركية “هو استفزاز صريح وواضح لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم على وجه الأرض” مشددا على ان “هذه الاستفزازات الأميركية تزيد الوضع صعوبةً وتدخل بالمنطقة في مزيد من الصراعات والحروب مما يهدد الأمن والسلام العالمي”. كما جدد العاهل المغربي، الذي يرأس لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رفضه الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وقال في رسالة وجهها الاثنين إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن هذه “الخطوة تتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي تؤكد عدم جواز تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة”. ووصفها بـ”العمل الأحادي الجانب الذي يتنافى مع ما دأبت الأسرة الدولية في التأكيد عليه”.