شعر الكثيرون بحالة من السعادة الغامرة عند إعلان شركة “نوكيا” الفنلندية، عن إعادة إطلاقها هاتفها “نوكيا 3310”، غير أن هذه الفرحة لم تكتمل بعد إصابتهم بالإحباط إزاء مميزات الهاتف الجديدة التي لم ترض طموحاتهم.
برشلونة – أعلنت شركة “إتش إم دي غلوبال” الفنلندية المسؤولة عن تطوير هواتف “نوكيا”، الأحد، رسميا عن طرح هاتف “نوكيا 3310” الأسطوري الجديد مرة أخرى في الأسواق. ويعتبر الكثيرون هذا الهاتف “أيقونة” في تاريخ الهواتف النقالة بسبب شعبيته.
وجاء الإعلان عن طرح الجهاز قبيل افتتاح معرض “موبايل وورلد كونفرنس” للهواتف المحمولة في برشلونة.
وقد أنتج من الهاتف 126 مليون جهاز قبل التوقف عن إنتاجه في عام 2005. ولم تعد شركة نوكيا تنتج هواتف نقالة، لكنها أصبحت تصنع أجهزة اتصالات وكاميرات الواقع الافتراضي وأجهزة طبية تحت الاسم التجاري “ويذنجس”.
وعلق بن وود من شركة “سي سي إس” للاستشارات التقنية “كان طراز 3310 أول إنتاج شعبي في السوق، وهناك حنين لدى الكثيرين لهذا الجهاز. ولو أعلنت الشركة عن إنتاج الهواتف الذكية فقط لما حازت أكثر من أسطر قليلة في الصحف، لذلك كان تزامن ذلك مع طرح الطراز المحبوب خطوة ذكية، وأتوقع أن تكون المبيعات كبيرة”.
ولا يعتبر هاتف نوكيا 3310 الجديد هاتفا ذكيا، حيث أن تطبيقات الإنترنت التي يتيحها محدودة جدا. ويستخدم الجهاز شبكات من الجيل 2.5 وهي أبطأ من شبكتي الجيل الثالث والرابع. وسوف يستخدم الجهاز نظام (S30+) الذي يتيح له تصفح الإنترنت، لكنه سيوفر عددا محدودا من التطبيقات.
العنيد يعود بحلة جديدة
ومن أهم مميزات هذا الجهاز طول فترة استخدام بطاريته، والتي تقول الشركة المنتجة إنها تدوم لمدة شهر في وضع الاستعداد، وتتيح التحدث لمدة 22 ساعة. ويبلغ سعر الجهاز 51.75 دولار.
وقال مدير الشركة المنتجة أرتو نوميلا إن الجهاز سيكون خير وسيلة لأخذ إجازة من النشاطات الرقمية مع إمكانية إجراء مكالمات هاتفية. وأبدى عدد من مستخدمي الهواتف المحمولة حماسا شديدا على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن إعادة إنتاج هذا الهاتف القوي والجدير بالثقة.
وتصدر هاشتاغ #Nokia 3310، قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا. وأطلق مستخدمو الشبكات الاجتماعية على الهاتف صفات عدة مثل “العنيد”، “المارد”، “الجبار”، “الأسطورة”.
ويعتقد الخبراء أن هناك مكانا في السوق لهذا الهاتف مرة أخرى. ويقول اليستير تشارلتون، نائب محرر التكنولوجيا في موقع “إنترناشيونال بيزنس تايمز”، “أنا على يقين من أن جدتي يمكن أن تستخدم هاتف 3310، لكنها لن تعرف كيف تستخدم آيفون أو أندرويد”. وأضاف “يمكنك أن تأخذ هاتفا يصل سعره إلى عشرين جنيها إسترلينيا في أي احتفال أو مهرجان، وتترك هاتف آيفون باهظ الثمن في المنزل”.
وأشار تشارلتون إلى أن “الرحالة ومن هم على شاكلتهم يفضلونه أيضا، نظرا إلى صلابته ورخص ثمنه وعمر بطاريته الطويل”.
ويشكو العديد من مستخدمي الهواتف الذكية من نفاد البطارية بسرعة كبيرة، وهو ما قد يكون النقطة الرئيسية التي يركز عليها هاتف 3310 في البيع.
غير أن تشارلتون يؤكد أن هاتف نوكيا بحاجة لأن يطور خصائصه الأساسية لتواكب العصر الحالي، “فنحن لا نعتمد على المكالمات والرسائل القصيرة في التواصل كما كان يحدث من قبل فقط”.
ومن جانب آخر، عبر مغردون عن شعورهم بالإحباط من الهاتف “المتخلف تقنيا” في عالم يسيطر عليه نظام التشغيل “أندرويد” وهاتف “آيفون”. وقالت صحيفة “ذا ديلي تليغراف” البريطانية إن الكثير من المستخدمين كانوا يتوقعون أن يتم دعم الهاتف بأحدث التقنيات والمواصفات، ليكون منافسا قويا لكافة الهواتف الذكية الأخرى، خاصة وأنهم يرون أن سعره سيكون تنافسيا إلى حد بعيد.
وقالت إليزابيث فارلي، المؤسسة والرئيس التنفيذي لهيئة “تيك هاب” للتكنولوجيا، إن “المستقبل لا يُبنى على نماذج من الماضي، ونادرا ما يكون أفضل طريق للمستقبل هو الرجوع إلى الماضي. المنافسة يلزمها الابتكار”.
وقالت صحيفة التليغراف “إذا ما كنا نتحدث حاليا عن هواتف تدعم الجيل الرابع، وينتظر الكثيرون هواتف تدعم الجيل الخامس، وعندما ترى أن شركة نوكيا تطلق هاتفها يدعم فقط الجيل 2.5 فهذا أمر يصيب بالإحباط فعليا”.
وتابعت “رغم أن الشركة قدمت تصميما كلاسيكيا جذابا يسترجع الذكريات، وبطارية قوية، ووفرت لعبة سنيك الشهيرة، إلا أن هذا كله لن يعوض المستخدمين عن تصفح الإنترنت البطيء”.
كما أوضحت أن الأزمة الأكبر أن الهاتف قد لا يعمل فعليا في عدد كبير من البلدان المتقدمة، التي كانت في طريقها لإلغاء التعامل مع شبكات الجيل الثاني.
أما الأمر الآخر، المثير للإحباط، وفقا لموقع “آيه آر إس تكنيكا” التكنولوجي، هو أن الهاتف والشاشة مصنعان بالكامل من البلاستيك، ورغم أن ذلك ساهم في خفة وزن الجهاز، إلا أن الهاتف سيكون عرضة للكسر والخدش بسهولة شديدة.
كما أوضحت أن هناك أمرا آخر محبطا، وهو أن الشاشة اللمسية الخاصة بالجهاز صغيرة بصورة كبيرة لا تتجاوز 2.4 بوصة، وهو ما يجعل ضوء الشمس يؤثر بصورة كبيرة على الرؤية الخاصة بها.