المغرب يحصل على “دعم غير مشروط” من 42 دولة للانضمام إلى الاتحاد الأفريقي

عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي انتصار دبلوماسي

مغاربة يؤكدون أن عودة بلادهم للاتحاد الإفريقي تعتبر خطوة جبارة في مسار توطيد الحقوق المشروعة في الوحدة الترابية وكشف لمكانة المملكة في الساحة الإفريقية.

عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقيـ3

رحب وزراء ومسؤولون ونشطاء مغاربة بعودة بلادهم لعضوية الاتحاد الإفريقي، واعتبروا هذه الخطوة انتصارا دبلوماسياللمغرب.

وبينما اعتبر ناطق باسم أحد أحزاب المعارضة أن الرهان السياسي للمغرب حاليا يتمثل في تصحيح وضعية الجمهورية الوهمية، في إشارة إلى الكيان الذي أعلنته جبهة البوليساريو من جانب واحد في إقليم الصحراء، والذي لا يزال يتمتع بعضوية الاتحاد الإفريقي، دعا أكاديمي إلى استغلال العودة للاتحاد في تدعيم علاقات المغرب مع جنوب إفريقيا ونيجيريا.

وصادقت القمة الإفريقية، المنعقدة في أديس أبابا، الإثنين، لصالح عودة المغرب إلى عضوية الاتحاد. وجاء القرار بأغلبية الأصوات بعد شد وجذب بين الدول الإفريقية، خلال جلسة مغلقة خصصتها القمة لبحث الطلب. وفي تعقيب على القرار، هنأ وزير الخارجية المغربي السابق سعد الدين العثماني بلاده بما وصفه الفوز المستحق بعودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي بعد معركة ديبلوماسية طويلة“.

وشكر العثماني، عبر تغريدة له بموقع تويتر أصدقاء بلاده على دعمهم وصمودهم معها“. كما اعتبر وزير السكنى المغربي في الحكومة المنتهية ولايتها، نبيل بنعبد الله، عودة المغرب لعضوية الاتحاد الإفريقي انتصارا عظيما للبلاد، بفضل نباهة واصرار العاهل المغربي الملك محمد السادس ووحدة صفوف الشعب“.

وأضاف في تدوينه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي خطوة جبارة في مسار توطيد الحقوق المشروعة في الوحدة الترابية، وتأكيد ساطع للمكانة المتميزة للمغرب في الساحة الإفريقية“.

من جهته، قال رئيس جهة الرباط (المغرب يضم 12 جهة) السكال عبدالصمد في انتصار تاريخي للديبلوماسية المغربية نجح المغرب بقيادة العاهل المغربي في الرجوع إلى عضوية الاتحاد الإفريقي، بعد 32 سنة على الانسحاب من المنظمة الإفريقية بالرغم من محاولات قادتها الجزائر لعرقلة هذه العودة“.

وأضاف السكال، أن زعماء الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي صوتوا على قرار عودة المغرب للاتحاد، خلال جلسة مغلقة امتدت لساعات، لصالح المغرب، واعترضت الجزائر ودول أخرى تدعم البوليساريو على القرار“.

في السياق ذاته، وصف نائب رئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، محمد يتيم، رجوع المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بأنه انتصار للمشروعية، وإرجاع للأمور إلى نصابها، حسب ما نقل عنه الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية، صاحب الأغلبية البرلمانية في المغرب.

وأضاف يتيم ان العودة للاتحاد المغربي هي تتويج مؤسساتي لحضور فعلي للمغرب في إفريقيا، وتعبير عن إرادة الغالبية من الدول الإفريقية، وكذا هزيمة منكرة لكل المناورات التي سعت بكل الوسائل والحيل إلى تعطيل هذه العودة من خلال قراءات مضللة للقانون الأساسي للاتحاد الإفريقي“.

وأبرز أن هذه العودة إنما هي هزيمة للطرح الانفصالي، ولمن كان يؤازره، وللذين سعوا لعرقلة مساعي المغرب واستخدموا مناورات متعددة“. وأشاد الإعلامي المغربي محمد بوهريد بعودة بلاده رسميا إلى الاتحاد الإفريقي. وأضاف بوهريد الآن سيبدأ العمل الحقيقي لجني ثمار هذا الانتصار“.

بدوره، علق الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال (معارض)، عادل بنحمزة، على هذه الخطوة، قائلا لا يجب أن ننسى أن المغرب غادر بإرادته منظمة الوحدة الإفريقية، ويعود اليوم بإرادته للأسرة الإفريقية عبر بوابة الاتحاد الإفريقي، لكن الأسباب التي دفعت المغرب لإتخاذ قرار المغادرة لازالت قائمة، وهي قبول عضوية الجمهورية الوهمية في منظمة الوحدة الإفريقية، بل وتحولها مع الاتحاد الإفريقي إلى عضو مؤسس“.

وأضاف، حصول المغرب على دعم الغالبية العظمى من الدول الإفريقية كان أمرا متوقعا، فعدد الدول الإفريقية التي تعترف بالجمهورية الوهمية لا تتعدى 11 دولة، لهذا كان أصدقاء المغرب في القارة يعملون على عودة المغرب“. ولفت إلى أن الرهان السياسي لعودة المغرب يتمثل في تصحيح وضعية الجمهورية الوهمية.

وأوضح أن الأمر أيضا ينطوي على تناقض من جهة جبهة البوليساريو، فهي من جهة أعلنت قيام الدولة من جانب واحد، دون أن تستشير السكان في الصحراء، وتتصرف فعلا كدولة في الاتحاد الإفريقي، رغم أن الجميع يعرف بأنها دولة لا وجود لها على الأرض بل سبقت الزمن الافتراضي منذ سنوات طويلة“.

وراى أنه على المغرب أن يركز على مسار القضية في الأمم المتحدة، وأن رهانه السياسي هو أن يدفع الاتحاد الإفريقي إلى تبني مقاربة الأمم المتحدة، أما عدم تحقق ذلك، مع القبول بالجلوس إلى جانب الجمهورية الوهمية، فمعناه أننا أضعنا أزيد من 30 سنة بدون نتيجة“.

من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة العين بأبوظبي بالإمارات، سعيد الصديقي إن عودة المغرب إلى عضوية الاتحاد الإفريقي تشكل دون شك انعطافا مهما في مسار الدبلوماسية المغربية، وتؤرخ لانتهاء مرحلة، وبدء مرحلة أخرى بمعارك جديدة سياسية واقتصادية“.

وأضاف الصديقي رغم كل الملاحظات السلبية التي يمكن أن تُسجل على آداء الدبلوماسية المغربية، فينبغي الاعتراف وبكل موضوعية أن عملها في القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة اتسم إلى حد كبير برؤية واضحة وعمل حثيث“.

ودعا بلاده خلال المرحلة القادمة أن يستغل موقعه داخل هذه المنظمة للتقارب أكثر مع الدول الإفريقية الكبرى في القارة وعلى رأسها جنوب إفريقيا ونيجيريا. وقال لا يمثل طرد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد الافريقي أولية ملحة في هذه المرحلة، إذ يحتاج المغرب لبعض الوقت لتعزيز موقعه في هيئات المنظمة، والباقي سيتكلف به الزمن“.

يذكر أن ميثاق الاتحاد الإفريقي يشترط أن تحصل الدولة طالبة العضوية في الاتحاد الإفريقي على تأييد ثلثي الأعضاء بالاتحاد، البالغ عددهم 54 دولة. وانسحب المغرب في 1984 من منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حاليا) احتجاجاً على قبول الأخير لعضوية جبهة البوليساريو، التي تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *