أردت أن لاأتكلم عن هذه البدعة التي ابتدعها العبيديون وشوهوا بها جمال الاسلام .لأن تخصيص يوم واحد في السنة لما يسمونه بالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .هو في الحقيقة تنقيص من قدرالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .وهو كما قال القائل: ألم تر أن السيف ينقص قدره ** إذاقيل إن السيف أمضى من العصى
لأن الاحتفال بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.يكون كل يوم بتذكر سننه والعمل بها وإحيائها.خلافا لأهل النفاق الذين يخصصون للاحتفال بمولده يوما في السنة يخصصونه للرقص الذي يسمونه ذكرا.أو بالأمداح الشركية التي يريد أصحابها أن يجعلوا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلها مع الله عزوجل.ثم بعد ذلك يعودون إلى خمورهم وفسقهم وفجورهم
فرب العالمين جل ذكره أرسل رسوله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا .كما قال جل ذكره في وصفه عليه الصلاة والسلام:((يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا)) الأحزاب٤٥. ٤٦))وأمرنا بمحبته وطاعته والعمل بشريعته .فبدل الذين أجرموا قولا غير الذي قيل لهم.فعطلوا شريعته واستبدلوها بقوانين أهل الكفر والإلحاد زاعمين أنها أصبحت متجاوزة وغير صالحة لعصرنا.واستحلوا ماحرمه الله من الخمور والفجور والربا ثم خصصوا يوما في السنة للإحتفال بمولد من عطلوا شريعته وأماتوا سنته.((يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم ومايشعرون في قلوبهم مرض فزادهم. الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون))البقرة ٩. ١٠))فلو كان المحتفلون يحبون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محبة صادقة لتحاكموا ٱلى شريعته .لكن الذي حدث هو العكس يحاربونها ويصفونها بالفكر المتطرف .ويعزلون كل ٱمام أو خطيب يدعو إلى العودة أليها والعمل بمقتضياتها.ويزعمون أنه مخالف للمذهب.
ولسنا في حاجة أن نفندشبه الداعين إلى الاحتفال.لأن الجاهل يركب هواه ولايستمع إلى الحق ولو كان واضحا كما قال جل ذكره في وصف أهل الأهواء ((بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله ومالهم من ناصرين )) الروم ٢٩)) وكما قال أيضا )) ((فٱن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لايهدي القوم الظالمين)) القصص. ٥٠)) ورحم الله الإمام الشافعي إذ يقول : ماناظرت عالما إلا غلبته ولا ناظرت جاهلا ٱلا غلبني.فالجاهل يتبع هواه بغير أن يعرض أعماله على الكتاب والسنة.بل يعرضها على هواه .ولذلك تجد المحتفلين بميلاد النبي صلى والله عليه وآله وسلم جهلة أوغير راسخين في العلم .ومن كان هذا حاله فإنه يجعل هواه إلها معبودا ((أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون))الجاثية ٢٣))
فإذا كان دافع المحتفلين حبهم لرسول الله صلى والله عليه وآله وسلم .فالصحابة أشد حبا منهم لرسول الله ولم يحتفلوا بمولده ولا خطر على بالهم .وكذلك الشأن بالنسبة للتابعين وتابعي التابعين كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة والأوزاعي وغيرهم من أئمة الإسلام.فلو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم مشروعا لأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمته .ولفعله الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم .فقد مرت. ثلاثة قرون لم يكن الاحتفال شيئا مذكورا .حتى أتت دولة بني عبيد القداح الذين حكموا مصر حوالي مأئتي سنة أظهروا خلالها الكفر البواح كالكفر الذي أظهرته الدولة المجوسية في طهران .من القول بكفر الصحابة وتحريف القرآن والتعاون مع اليهود والصليبيين في حربهم على المسلمين .هذه الدولة الملحدة الكافرة التي أجمع علماء الإسلام على القول بكفرها.حتى قال أبوحامد الغزالي رحمه الله عن ملوكها : ظاهر دينهم الرفض وباطنه الكفر .هذه الدولة التي كان الصحابة يُشتمون على منابرها.هي التي ابتدعت الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.ليس حبا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.وٱنما لإتباث أن الفاطميين من نسل فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها.والأمر ليس كذلك .بل هم أبناء أبي عبيد القداح اليهودي.كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية وشيخ الإسلام ابن تيمية في أكثر من كتاب من كتبه .فالمحتفلون بميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما يحتفلون ببدعة بني عبيد القداح ولن يثيبهم الله على احتفالهم .لعموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم ؛من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد.ويُخشى على هؤلاء أن تقودهم أهواؤهم إلى مالا تُحمد عقباه حتى يصبحوا من الذين قال الله عزوجل في شأنهم((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله)) فتطاول الجهال هو الذي دفعني إلى كتابة هذه السطور .ليعلموا أننا لن نسكت عن باطلهم.بل سنرد شبههم ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة وإن الله لسميع علبم ))فالحق واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.وهو هل احتفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمولده أو أمرنا بالاحتفال به أو أقر مسلما على احتفاله؟ الجواب :لا. وإذا كان الأمر كذلك فلا داعي للفلسفة والكلام الفارغ كقولهم : ٱن العالم الفلاني يجيز ذلك .لأن أهل الأهواء هم من يبحثون عن أخطاء أهل العلم ليردوا بها سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أحمدحفو الزموري